المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات

اذهب الى الأسفل

أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات Empty أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات

مُساهمة  master الجمعة نوفمبر 28, 2008 11:53 pm

ووفقا لتأكيدات المسئولون المحليون فأن مغارة (حالة) وهي تمثل معلماً طبيعياً من المعالم المهمة بين جملة المعالم الطبيعية التي تستأثر بها جزيرة سقطرى دون غيرها، فأنها قد تكون مستقبلا مقصدا مهما من المقاصد التي ينشدها محبي الطبيعة في العالم خاصة وهي تعد إلى جانب بقية الكهوف احد من أهم عناصر الجذب للجزيرة.
ويتطلب الوصول الى موقع مغارة (حالة) قطع مسافة خمسين كيلومتراً نحو الشرق انطلاقاً من مدينة (حديبو) عاصمة الجزيرة يقطعها المجد بالسفر على السيارة في ساعتين يمر خلالها بعشرات القرى الصغيرة والطرق التي تتخللها اروع المناظر الطبيعية الخلابة والاشراف على اجزاء منقطعة من الشريط الساحلي قبل ان يقف به الحال امام ذلك الجبل الذي يطالعه بإجلال منظره المطل على جزء من البحر العربي الذي يمتد ليحيط ويضرب بأمواجه الجانب الغربي لجزيرة سقطرى.
ومن واقع زيارته الاستطلاعية للمغارة التي لم يتسنى لنا زيارتها نظرا لضيق الوقت ومحدودية المهمة، يقول الزميل ماجد المحني في وصفه لمكونات المغارة أن قلة من المغامرين قد يتجاوزن الصدمة وخيبة الأمل وينسون مشقة الطريق الوعرة للمغارة عبر ساعتين من المشي للوصول للمغارة ويعمدون للتوجه نحو ذلك الجرف الصخري القريب لاشباع فضولهم بالنظر في جوانبه ويفتتنون بالمتعة في ذلك المكان.
ومن الواضح يتابع المحني ان الجرف في الاصل لم يكن سوى تجويف جبلي ومغارة ساهم الوقت والعوامل الطبيعية في تهاوي اركانها الخارجية وانهيار معظم اجزاء سقفها ليتخذ بعد ذلك شكله الحالي كجرف جبلي هائل الحجم بابعاده ومقاييسه التي تصل الى نحو اكثر من (250)متراً من جهة العمق والامتداد وتفوق (120)متراً من جهة العرض والاتساع.
ويكتسب الجرف اهميته ومكانته ليصبح مصدراً من مصادر الجذب السياحي لما سيضفيه من قدرة على فتح المجال امام البصر والسماح للزائر من الرؤية والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والمناظر الساحرة التي تعكسها تلك الغابات واللوحات الخضراء التي تشكلها انواع عديدة من الاشجار والنباتات والاعشاب التي استوطنت المكان وضربت بجذورها على ساحات شاسعة في سطح جبل (حالة) وقاعدته بالاضافة الى ما يبديه موقع الجرف من إطلالة واسعة على البحر وما يكشفه من اجزاء الساحل وشواطئه الجميلة والبديعة.
وتكمن روعة النظر وسعة افق الرؤيا من اعلى الارتفاع الشاهق للجرف الصخري، حيث يضفي جواً اخاذاً في متعة المشاهدة والاستمتاع بالغابة النباتية الشاسعة والبعد البحري اللامتناهي الحدود وهو أمر يبعث على السعادة ويبث شعوراً بالنجاح في الحصول على نتيجة مرضية لحجم العناء والتعب والمشقة التي مُني بها المرء خلال لحظات تسلقه الجبل وخوضه الطريق الصعب نحو غايته. ومثل هذه السعادة هي بلاشك يملكها ذلك الاحساس والشعور الذي سيراود كل من وطئت قدمه الجرف وجال ببصره في انحائه وعمد الى ان يرتقي بجسده الى أعلى صخرة في مجموعة تلك الصخور التي تكومت في الجانب الأيمن منه والتي يوحي منظرها على انها الركام الباقي لما نجم من تصدع وانهيار لجوانب سقف ذلك الجانب من الجبل الذي يتكون منه الجرف الصخري. حين تطالعه تلك الفتحة الظاهرة أعلى ذلك الردم الصخري والتي سرعان ما سيأتي له ويتضح حقيقة ان هذه الفتحة ليست سوى الجزء المتبقي من فتحة اكبر داخل مسدود المغارة مجهولة حجبها عن الانظار كل هذه الاحجار والاتربة التي يتكون فيه هذا الركام. ومن خلال هذه الحقيقة ومما هو ظاهر من معالم الفتحة سيصبح من السهل عليه البحث والتحقيق والتخمين للحجم الكامل للفتحة التي يبلغ ارتفاعها (100) متر ويصل عرضها الى(100) متر ايضاً.
ولكن ما وراء هذه الفتحة وما هو الكامن خلفها فيبقى هو السر والجانب الذي يتطلب الكشف عنه وسبر اغواره، مغامرة اخرى فكل ما قد كشفه الضوء النافذ من تلك الفتحة نحو الداخل ويسمح بالنظر من خلاله سوى لمسافة لاتتعدى عدة امتار لكنها تكفي لأن يضع الانسان تصوراً منطقياً لموقعه والتأكد من وقوفه على عتبة مغارة كبيرة الحجم وبالغة الأهمية.
وبقدر ما أن الاستماع لوصف عن شكل وحجم ومضمون مغارة «حالة» يصيب الانسان بالذهول والتعجب، بما قد يبلغه من الوصف لها، بقدر ما أن المشاهدة والمعاينة لها شخصياً من شأنه اصابة الزائر بالانبهار والاعجاب بكل ما قد تقع العين عليه من جماليات تلك المناظر البديعة والمتباينة الاحجام والألوان والتصوير والتشكيلات التي كونتها الترسبات الكلسية على مر مئات الآلاف من السنين، كما ان الاستماع عن مقدار حجمها الطبيعي ومدى طولها القياسي من الغير قد يقود للتشكيك وعدم التصديق والاتهام بالمبالغة الاّ أن الزيارة لها والتجول في أرجائها كفيلة بتثبيت الأرقام بل والإضافة عليها ان كان الزائر ذا اطلاع بلغة ومعرفة الارقام وملماً بعمليات القياس للأحجام والمسافات.
وتبدو المغارة اشبه بتجويف صخري ممتد لمسافة طويلة تصل الى ثلاثة كيلو مترات من بداية مدخلها الى نهايتها تتباين اتساعات المغارة من مكان الى آخر ليبلغ في اقل نقطة 50 متراً ويتضاعف في اماكن اخرى ليصل الى حدود 100متر او اكثر يرتفع سقف المغارة عن أرضيتها بمقدار متباين أيضاً يتراوح مابين 50 متراً والـ80 متراً في أماكن معينة في الوسط والاطراف.
وتتدلى من بداية المغارة وحتى نهايتها وداخلها ومن سقفها ترسبات كلسية ناجمة عن تجمع وتجمد قطرات الماء التي يرشحها جدران الجبل وسقفه عبر فتحات ومنافذ غير ظاهرة ومتصلة بالجزء الذي تقع فيه المغارة. وكما هو الحال بالنسبة لمغارة دي جب فأن معظم الترسبات في مغارة حالة تأخذ شكل تعليقات ذات اطراف مدببة كالرماح ذات الاحجام المختلفة والاشكال المتنوعة والتي يبلغ تعدادها الملايين وبعض تلك التدليات الترسبية تجتمع وتبدو في هيئة ثريات بلورية بديعة الصنع والاتقان والجمال.
ومن على امتداد مساحة المغارة تبرز في أرضيتها نتواءت صخرية متفاوتة الأحجام ومختلفة الاشكال والالوان بعضها يأتي على شكل صوامع بديعة ذات قباب وبعضها يتخذ شكل اعمدة تضرب بجذورها الارض ومع ان معظم هذه النتوءات تبدو وكأنها كانت على اتصال بما هو نافذ من سقف المغارة وبأنها قد انفصلت لسبب ما الا ان بعضها يوحي على انها قد تكونت بمفردها نتيجة تساقط الماء على منطقة واحدة فيها. كما تحتوي أرض المغارة على احواض تختزن بداخلها مياه عذبة وحسنة الترشيح والتنقية وهذه الاحواض التي هي غاية في الإتقان والصنع لم يتدخل في تكوينها وتعميرها أي بشر بل انها تكونت وتم حفرها بواسطة تساقط كميات المياه من الاعلى.
أجمل تلك الاحواض تلك الواقعة في نصف المغارة تقريباً والتي يتوسطها شكل انبوبي ضخم يبلغ قطره الثلاثة أمتار يخاله الانسان مرشحاً مائياً صمم نظراً لشكله العجيب الذي يتخذ شكل جهاز تنقية هواء بإخاديده الطويلة المفرغة والمتناسقة التي تقع بين الاعمدة التي يتكون منها هذا العمود.ولهذا الشكل وقع موسيقي مذهل بحيث يسمع من على جوانبه نغمات ممتعة ومتجانسة مع طريقة الطرق عليها. في بعض الاماكن من المغارة تبدو الارض وكأنها مقسمة الحدود وعلى هيئة حقول زراعية منفصلة ذات تربة حمراء اللون ويبرز من وسطها نتوءات وليدة كأنها تكوينات حديثة لحدائق مرجانية أو مساحات خصصت لاستنبات واحات من الشُعب المرجانية.
وقبل النهاية يوقفك حائط وكأنك قد وصلت الى نهاية المغارة لكن النفاذ من الفتحة الظاهرة بأعلاه تعلمك أن الحائط قد تكون نتيجة لانهيار السقف على الموقع وبالتوغل نحو الداخل عبر تلك الفتحة تتضح معالم مساحة إضافية للمغارة تصل الى 005متر تقريباً بها نفس التشكيلات من النتوءات والتدليات الكلسية العلوية والأرضية والجانبية ذات الجمال الأخاذ وتعلمك النهاية الضيقة للممر عن انتهاء الطريق وانسدادها في هذا المكان بالذات.
والغريب في الأمر – حسب المحني- أنه ومن خلال رحلة التجوال داخل المغارة التي استمرت على مدى ساعتين اثناء رحلة الذهاب نظراً لما تخللها من محطات توقف وتأمل وتقلصها الى فترة الساعة إلاربع خلال العودة نتيجة المشي السريع لم نكتشف في داخل المغارة اي اثر لحياة محتملة ولم نلحظ وجود حركة تنم عن وجود اي كائن حي فيها اللهم الطائران اللذان شاهدناهما في البداية وعند المدخل كما ان الهواء النقي لم ينقطع عنا أو تنحبس أنفاسنا نتيجة تناقصه كلما توغلنا بل كان تنفسنا طبيعياً ولم يظهر على أحد اية مظاهر للتعب والعناء رغم الاحساس بالرطوبة في اماكن تواجد احواض المياه والشعور بنوع من الضغط الهوائي في الاماكن المنخفضة من المغارة.. اما بقية الاجزاء فلم تكن بها اية علامات فارفة تدل على تغير الاجواء والهواء.

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى