المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. والأغاني الوطنية

اذهب الى الأسفل

الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. والأغاني الوطنية Empty الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. والأغاني الوطنية

مُساهمة  master الثلاثاء يوليو 07, 2009 7:04 pm

- 7 - يوليو - 2009 - بقلم الراحل: عبدالرحمن إبراهيم



الكتابة عن الفنان الموسيقار أحمد قاسم أشبه بالسباحة في المحيط، أي أنها ليست من السهولة بمكان، لأن الرجل من الفنانين اليمنيين القلائل الذين يندمجون مع الكلمة اندماجاً كلياً، بل تكاد تملك عليه الكلمة كل حواسه ومشاعره ووقته فيعيشها ويتنفسها فتأتي إبداعاً جميلاً صاعداً من أعماق قلبه. سعيد صالح بامكريد
يعترف أغلب الأدباء والباحثين في مجال الفن والغناء والموسيقى بأن الموسيقار الكبير أحمد قاسم عبقرية فذة وفلتة فنية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. لقد ترك هذا الفنان عدداً هائلاً من الأعمال الفنية التي صاغها بعصارة ورقّة عواطفه بهدف نشر الفرح والبهجة في قلوب الناس، وأبسط دليل على ذلك هو بقاء هذه الأغاني وخلودها ومجيء جيل جديد من الفنانين يقلدون هذا الفنان العبقري ويتابعون طريقه الذى خطه ورسم معالمه وخطوطه العريضة .. وفي هذا يقول الشاعر عبد الرحمن إبراهيم : «أحمد قاسم هو الممثل بكفاءة لنموذج الغناء والموسيقى الصادرة من أعماق عدن». الإنجاز الكبير والملموس والرائع للموسيقار الراحل أحمد قاسم على مستوى الاغنية يتمثل في تميزه الكامل عن أقرانه بربطه نبع الأغنية اليمنية بنهر الأغنية العربية الواسع .. لقد كان الموسيقار أحمد قاسم مغايراً وجريئاً ومبادراً من خلال هاجس التحديث الذي أمتلكه عبر ثقافته الموسيقية ودراسته لأصول الموسيقى العربية في خمسينيات القرن الماضي بالقاهرة .. وبفضل ذلك جميعه تشكلت شخصيته الفنية والموسيقية المؤثرة والفاعلة في محيطه الفني ومجتمعه اليمني بشكل عام، وهذا ما أكده الكاتب والناقد الدكتور عمر عبد العزيز قائلاً: «هذا الفنان العملاق مازال يمارس تأثيره الوجداني والعاطفي، أحمد قاسم هو رائد الأغنية العدنية واليمنية معاً» لم تأت ستينيات القرن الماضي إلاَّ وأغلب الإذاعات العربية في مصر والجزيرة العربية والخليج واليمن تنقل إلى مستمعيها هذا الرافد الأصيل الذي شهد له عمالقة الطرب العربي آنذاك: محمد عبد الوهاب .. فريد الأطرش.. رياض السنباطي وآخرون. في دراسة علمية جادة للفنان جابر علي أحمد بعنوان «حاضر ومستقبل الغناء في اليمن » أشاد كثيراً بألحان وأغاني الفنان أحمد قاسم، حيث قال: «والفنان أحمد قاسم يعتبر محطة مهمة على طريق تجديد الغناء في اليمن، وتكمن أهميته في أنه فنان تمتع بموهبة موسيقية عظيمة عبرت عنها أعماله الغنائية الكثيرة، واستطاع ان يخرج بالأغنية اليمنية من دائرتها الكلاسيكية إلى الدائرة التجديدية، ومن دائرة العزف سماعياً إلى دائرة العزف بالنوتة». بدأ الفنان أحمد قاسم الغناء وعمره «12» عاماً، وغنى لنفسه من كلماته وألحانه عدداً من الأغاني .. أول أغنية سجلها لإذاعة عدن هي « تهجر وتنساني» كلمات الشاعر علي محمد لقمان جاء فيها : ياحلو طال البعاد والذنب مش ذنبي خليت حياتي سهاد والنار في قلبي من الأغاني الجميلة التي قام الموسيقار أحمد قاسم بكتابة كلماتها وتلحينها وتأديتها : ياحلو جنبي.. كل ذا ومش داري ياقلبي.. ورائعته «أحب بنت بلدي». تعامل الفنان الراحل أحمد قاسم مع أبرز الشعراء نذكر منهم: لطفي جعفر أمان ..محمد سعيد جرادة..أحمد شريف الرفاعي.. مصطفى خضر ..احمد الجابري.. سعيد الشيباني.. علي محمد لقمان.. علي أمان.. عبدالله عبد الكريم وغيرهم .. لكن الأروع والأجمل هي العلاقة الفنية التي ربطت الثنائي بالموسيقار أحمد قاسم والشاعر الكبير لطفي امان، والتي ترجمت وتجسدت في عشرات الأغاني العاطفية وعدد لابأس به من الأغاني الوطنية، أبرزها عمله الغنائي الوطني الكبير «موكب الثورة» الذي كان نقلة في الغناء اليمني لأنه الأصعب لحناً والأطول زمناً والأعمق معنى وقيمة.. فهو يتحدث عن الغزو البريطاني وعن نضال شعبنا اليمني ونيله حريته واستقلاله. عن الغزو، يقول لطفي وقاسم معاً : هذا الحقير أرسى هنا ومد عينيه الينا في اشتهاء ونسج المزاعم النكراء في دهاء مدعياً أن جدودي هاجموا سفائنه ونهبوا خزائنه وإننا بكلمة غريبة قراصنة !! تصوروا،نحن إذاً قراصنة!! هذا العمل الفني والموسيقي الشعري الكبير كان قدمه الفنان احمد قاسم في نهاية العقد الستيني من القرن العشرين احتفاء بذكرى الاستقلال الوطني الـ30من نوفمبر.. استطاع الموسيقار الكبير أحمد قاسم أن يجعل من الملحمة الشعرية البديعة للشاعر الكبير لطفي جعفر امان بعنوان «يامزهري الحزين» جعل منها عملا موسيقياً عظيماً تحتفظ به النخبة في المكان الأليق بها في ذاكرتها وتردده الأجيال .. نأخذ من ذلك العمل هذا المقطع الشعري : يامزهري الحزين من يرعش الحنين الى ملاعب الصبا .. وحبناالدفين هناك.. حيث رفرفت على جناح لَهْوِناَ أعذب ساعات السنين يامزهري الحزين .. ألا يستحق هذا العمل عرضه باستمرار وإعادة إنتاجه بصورة خلاقة تواكب الفضائيات.

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى