المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامع الصالح .. آيات الجمال !

اذهب الى الأسفل

جامع الصالح .. آيات الجمال ! Empty جامع الصالح .. آيات الجمال !

مُساهمة  master الأحد نوفمبر 30, 2008 3:20 am

جامع الصالح .. آيات الجمال !
سبا
يحيل كل مكون من مكونات جامع الصالح إلى إشارات وعلامات دالة عن بنية معرفية كلية، وكل جزئية من جزئياته تندرج في سياقات متعددة من الرؤى الفنية التي تشكل في مجملها انطلاقا من التصميم والمعمار والهيئة الخارجية ومنظومة المأذن والقباب والمداخل والمحارج والأروقة والأعمدة والسقوف والزخارف والنقوش وغير ذلك.. لوحة غاية في الجمال أبدعها فنان غاية في الإبداع.
يظهر الجامع للقادم إليه من بعيد من خلال فرادة منظره، وخصوصية موقعه في أروع صوره، حينما يتقدم الزائر بخطواته صوب صحن الجامع تتبدى له مكوناته في ابهى حلة ، وحين تتأسس العلاقة بين مسمى الجامع بما يستوعبه من تفاصيل فنية وجمالية ، من ناحية و بين المكان نفسه من ناحية تطون الصورة اكثر جمالا ... بل إنه حينما تشاهده لأول مرة يخيل لك بأنك تطوف بأحد اروقة المساجد الإسلامية في قرطبة ، ويعود بك التاريخ إلى زمن الفاتحين الذين ملكوا الارض و شيدوا بها اماكن و صروح إسلامية خلدها التاريخ على مدى الأزمان.
ولا شك أن هذا العمل الرائع يؤصل لمدرسة فنية معمارية يمنية أنفردت بكل المقاييس بجماليات تشكلت وفق أسس و منهجية دقيقة ، و تفاعلت وفق علاقة الإنسان ، مع التاريخي ، والثقافي، والديني بقدر ما اعتمدت على إرث فني ضاربة جذروها في أعماق التاريخ و الحضارة اليمنية واستمد مصادر وجوده من المبدع اليمني ، الذي اسس لعلاقة جدلية نشأت منذ القدم بين وعي الإنسان اليمني وحضارته وضروراته الدينية والاجتماعية كما يؤسس لجدلية ثنائية العلاقة بين الأصالة والمعاصرة وبين التراث العمراني في تداخل عناصره القديمة والحديثة المنتجة مع جماليات الفن المعاصر ..
ولعل أول ماتجذب أعين الزائر للعاصمة "صنعاء" أو المتجول في احيائها ويسترعي انتباهه تلك المآذن الست المبنية في جنبات المسجد والكلية والشامخة شموخ جبل شمسان وعيبان ، والمعانقة لجبل نقم الأشم والمتهجة صوب عنان السماء، فهيا تُرى من الجهات الأربع لمدينة صنعاء..
جاء بناء جامع الصالح رغبة من الإنسان اليمني في إعلاء بيوت الله لكي يرفع فيها أسمه و تنبري في أروقتها كلماته و تسبيحاته و تعظيماته ، وهي تصور من جانب آخر روحه التي تشرأب على غد سام يمتلئ بالروحانية الفياضة والإيمان الخالص والموعظة الحسنة.

وتشكل المآذن الست مع القباب وهيكل الجامع نسقاً معمارياً لافتاً في غاية الجمال والروعة والدقة ، يتسم بالذوق الرفيع والراقي في التصميم والتنسيق والتوزيع، بوصفها أهم المعالم الخارجية التي تلفت الأنظار عن بعد وتحفزها نحو مزيد من التطلع ، نحو اكتشاف كنوز المكان وخفايا ما يحتوية من دور نفيسة و عوالم شتى من الخيال الإبداعي الذي تحقق في أرضية الجامع واقعاً ملموساً لا يقبل إلا اليقين بالارادة والطموح. .
بعيون المؤرخ الإسلامي
المؤرخ والمتخصص في الشؤون الإسلامية علي جار الله الذيب الهمداني اشار أن عظمة البناء و ضخامة التشييد ودقة الإنجاز في جامع الصالح سيخلد في الذاكرة و سيتحدث عنه الأجيال ، و انه بهذه المهابة و العظمة يذكرنا ما كان عليه عظماء اليمن في العهود السبيئة و الحميرية والذين تركوا لنا مآثراً لاتزال خالدة آثارها شاهدة للعيان.
وقال المؤرخ الذيب :" إن هذا الصرح الإسلامي الشامخ يذكرنا أيضاً بعظمة الحضارة الإسلامية الخالدة التي انتشرت في أرجاء المعمورة ، والتي لاتزال شاهدة الى اليوم على ماوصلت إليه الحضارةا لإسلامية من رقي وتقدم .. مضيفاً " أذا أردت أن تتعرف على حضارة أمة ، فانظر إلى آثارها".
وأشار إلى مميزات و جماليات جامع الصالح من حيث احتوائه على ملامح كثيرة لمعالم حضارتنا الإسلامية المتعددة في البلدان الإسلامية المختلفة ، و كذا طريقة بنائه بتلك الأحجار الضخمة التي تفكرنا بالحضارة اليمنية القديمة و مآذنه الست ، تذكرنا بأعظم الجوامع الإسلامية جامع السلطان احمد باسطنبول ، وضخامة أعمدته التي تفوق على أعمدة الحرمين الشريفين من حيث الضخامة .
ونوه المؤرخ الذيب بما يميز جامع الصالح عن غيره بتلك الخطوط والزخارف البديعة والجميلة للآيات القرآنية والتي تذكرنا بإبداعات العقل المسلم في العصر العثماني الذي خدم الخط ووصل في ذلك العصر منتهى إبداعه.
وأكد إن الزائر إلى صنعاء لابد أن يتعرف على المعالم الآثرية الإسلامية القديمة في الجامع الكبير والبكيرية لابد أن يتعرف على المعلم الإسلامي الحضاري الكبير الذي جمع بين حضارة وآثار الماضي وحداثة وحضارة الحاضر.
متمنياً بأن يؤدي جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية رسالته المناطة به في خدمة الإسلام والمسلمين ومايؤمل عليه أبناء اليمن خاصة والأمة الإسلامية عامة، في ادء رسالة العلم وتجديد رسالة الإسلام الى البشرية جمعا، وليذكر اليمانيون ويدفعهم لنشر رسالة الإسلام التي تشهد عليها آثارهم في كل من قارات ( أسيا ، وافريقيا ، واوروبا ) ودورهم في توحيد الأمة واعادة مجدها ونشر إلإسلام وقيمة السمحا في أصقاع الأرض .
بعيون الفن التشكيلي
أما من وجهة نظر الفنانين التشكيليين فقد اعتبر الفنان التشكيلي حكيم العاقل أن جامع الصالح تحفة معمارية فريدة من نوعها ليس فقط من ناحية التشييد والبناء ولكن بالتعامل مع الجماليات وخاصة مع الواجهات تقريباً، حيث وصل بعض حجم الأحجار إلى نحو متر و 60 ووزنها طن ، والكتل النحتية من حيث التصرف "بالغائر والبارز " إلى جانب التناسق الزخرفي الجمالي في الشكل الخارجي.
وأشاد بمستوى الدراسة والمتابعة و الإشراف ، من حيث وضع الزخارف والنقوش الإسلامية بشكل متقن ، و كذا القباب و الرسم واختيارها فهي امتداد الزخرفة الإسلامية، و فيها نوع من الحداثة و التحديث ليس فقط باستلهام الماضي و لكن فيها نوع من الحداثة، مع براعة العاملين فيه.. مشيراً إلى أن المفأجاة الكبرى هي حين يدخل الزائر إلى صالة الجامع فيرى عالم لا منتهي من الجمال ! لقد استطاع العاملون والمهندسون أن يصوروا المسجد من الداخل بمعالم لا منتهية من الزخارف ، التي تبدأ من نقطة ، وتنتهي بنقطة ، و خلاصة الفن الإسلامي في استخدام الرموز و النقوش والزخارف اللامنتهية.
وقال التشكيلي العاقل :" إنا زرت جامع محمد الخامس بالرباط ، و أرى أن جامع الرئيس أكبر و أضخم و أرشق بكثير ، من حيث المنارات والبناء والتشييد ، والتصميم والقباب"، مؤكداً إن اتساع قطر القبة الكبيرة 65 متر وهي تعتبر كبيرة جداً ، وهذا يدل ويعطي تصور لأي زائر للجامع بفكرة اللامحسوس الداخلي بشيء من الروحانية يجعل المصلي يعكف في المسجد.
وأضاف: " لقد تم الاستعانة بكبار المزخرفين والخطاطين الجيدين اليمنيين ، واستعمال الخط الثلث في الغالب ، دقة و اكثر تعقيداً بالتفاصيل ، واستخدام الزخارف بشكل عام ووضعها في المكان المناسب بدون عشوائية التناسق الجميل و ألوانه المختلفة، إضافة إلى الحجر فيها جمال في وضعها على الواجهات ، الكتابة المضبوطة 100%لأن خط الثلث صعب جداً و لا يتمكن أي خطاط أن يكتب خط الثلث باحترافية عالية وفي الكتابة والزخرفة وتوزيعها مثل ظهر في جامع الصالح".
وأشار العاقل إلى أن اليمنيون برعوا في كل شيء منذ آلاف السنين وليس غريب عليهم هذا الصرح الإسلامي الشامخ ، فهم أول من بنى ناطحات السحاب بالعالم من الطين و اللبن ، وبرزوا بالتصميم والهندسة مثل " جوهرة العرب بصنعاء " و جامع الصالح اليوم يعتبر بداية المشاريع العملاقة الكبيرة في اليمن.
بعيون الفوتوغرافيا
فيما وصف فنان الطبيعة اليمنية الفنان الفوتوغرافي الكبير عبد الرحمن الغابري أن جامع فيه قيمة فنية جمالية آسرة ، وطريقة بناءه في الشكل الهندسي البديع في غاية الرقة الجمال ، و تنسيقه بالشكل الجميل وتزيينه بالنقوش الداخلية و الزخارف الإسلامية في غاية الروعة والإندهاش و لا يستطيع المرء أن يعبر عن مدى اعجابه بتشييد هذا المعلم الإسلامي الكبير في اليمن.
وقال الغابري :" إن الجامع يجسد العراقة اليمنية في البناء والتشييد ، والإتساع في المساحة و التوسع في النقش والزخارف التي تجذب الزائر وتلفت الإنتباه"، مشيرأ إلى ان الزائر يجد في الجامع ما يمتع النظر ، و التأمل في محتوياته وهندسته وتصميمه حتى طرق الإضاءة وحسن توزيعها والمهابة التي فيه إضافة إلى التمعن في الزوايا التي يستيطع المصور أن ياخذ لقطات جمالية للجامع تحتوي وتبرز أهم معالمه.
وأضاف:" لقد استطعت أن التقط صورة من أحد زوايا واماكن الرواق لم يستطيع أحد من قبلي أن يأخذها وكأنها صورة " لتاج محل "، فيما اعتبر المصور الفوتوغرافي عبد العزيز عمر جامع الصالح من وجهة نظرة الفنية تحفة معمارية فنية خالصة 100%، مشيراً إلى ان البناء المعماري لهذا الجامع يعد بحد ذاته احد المشاريع البصرية الملائمة لتوثيق التراث المعماري اليمني الاصيل من خلال النقوش والقمريات التي نقشت و زخرفت عليها الايات القرآنية الكريمة.
وقال:" يعتبر الجامع موضوع بصري لاي شخص يهتم بالتصوير الفوتوغرافي من خلال ما يمتاز به هذا الصرح الإسلامي الكبير من مأذن وقباب وباحات تغري كل من يحمل عدسة ليوثق هذا المعلم الكبير، إضافة إلى الزخارف والنقوش الإسلامية بطابعها المعماري اليمني المميز، والذي يشد الزائر لهذه الجماليات".

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى