المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات

اذهب الى الأسفل

أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات Empty أرخبيل سقطرى: الأول في العالم بعدد الكهوف والمغارات

مُساهمة  master الجمعة نوفمبر 28, 2008 11:47 pm

وتظهر المغارة بعد قطع مسافة خمس دقائق سيرا على الاقدام من سهل نوجد المنبسط في الاسفل، أشبة بتجويف كلسي رمادي الشكل في بطن الجبل تحيط به عند المدخل مجموعة كبيرة من الصخور الكلسية.. فيما تتشكل فتحتها من الترسبات الكلسية التي تكونت عبر الاف السنين في هيئة أميال طولية ومخروطية الشكل وبروزات متفاوتته الاطوال والاحجام والرؤوس الحادة المدببة، لدرجة يبدو الجلوس تحتها بالنسبة للزائر مخيفا وهي تبدو أشبه بحراب ورماح طويلة من شأنها أن ترديه قتيلا فيما لو سقط احدها على رأسه.
كان الهدوء يلف المكان داخل المغارة، وبقايا رائحة المواشي من الاغنام والابقار تزكم الانوف، مع مجموعة من الطيور الجارحة التي تسكن المكان، وأرضية ترابية ترتفع كلما تعمقت داخل المغارة حتى تلامس سقفها في النهاية، بينما قطرات الماء التي تفرزها جدران المغارة وبروزاتها الكلسية وتتساقط مثل قطرات الندى هي ما يعطي المكان بعدا جماليا أخاذ يضاف إلى نقاء الهواء والاكسجين الذي تشعر من خلال استنشاقه رئتيك المليئة بالنكوتين له انك استعدت الكثير من حيويتك ونشاطك .
يطل الزائر من فتحة المغارة على سهل نوجد المنبسط والواسع باتساع المدى وبعد النظر ، حيث لا يوجد ما يقطع النظر لتبقى القيمة إلى جانب مد الزائر بسعة الافق تنقية الكثير من الحواس لديه خاصة ما يتصل منها بتذوق الجمال الطبيعي .
تزداد متعة الزائر بالمغارة إلى جانب متعة التصوير والاستمتاع بعذوبة الصدى الموسيقي للاصوات فيها على وقع قطرات الندى عندما يرتادها المرء بمفردة، حيث يمارس فيها وحدته وخلوته ويدرك معنى أن الوحدة عبادة وهو يحط على بوابتها اثقالة وحمولته الشاقة من الهموم الملقاة على عاتقة وراء ظهره ويرتحل في سفر طويل إلى عالمه الاستثنائي الخاص حيث يستحضر بخيالة الكثير من الذكريات الجميلة واعادة ترتيب الكثير من حساباته.
وإلى جانب متعة الاختلاء والاستجمام بما يعزز من الصفاء الروحي في النفس فأن قيمة زيارة المغارة تتضاعف بالتأمل في أسرارها وتكويناتها ووصفها ومن أشهر من زاروها وعدد المخلوقات الذين استقبلتهم على مدى تاريخها الممتد حسب الاعتقاد إلى بداية تاريخ ظهور الجزيرة وهي التي تبدو بكل ما تكويناتها وكأنها طفت من قعر البحر.

والمغارة عبارة عن تجويف صخري ممتد لمسافة طويلة تصل الى عدد من الكيلو مترات من بداية مدخلها الى نهايتها تتباين اتساعات المغارة من مكان إلى آخر ليبلغ في اقل نقطة 50 متراً ويتضاعف في اماكن اخرى ليصل الى حدود 100متر وأكثر، ويرتفع سقف المغارة عن أرضيتها بمقدار متباين أيضاً يتراوح مابين 50 متراً إلى 100متراً في أماكن معينة في الوسط والاطراف.
من بداية المغارة وحتى نهايتها تتدلى من سقفها ترسبات كلسية ناجمة عن تجمع وتجمد قطرات الماء التي يرشحها جدران الجبل عبر فتحات ومنافذ غير ظاهرة ومتصلة بالجزء الذي تقع فيه المغارة، لهذا يرجح الاعتقاد القائل بأن المغارة تضم في باطنها الكثير من الاسرار والمعادن الكبريتية والمياه الجوفية البخارية التي تنقي الجو والرئتان.
ومعظم تلك الترسبات تشكل تعليقات ذات اطراف مدببة كالرماح ذات الاحجام المختلفة والاشكال المتنوعة والتي يبلغ تعدادها الملايين وبعض تلك التدليات الترسبية تجتمع وتبدو في هيئة ثريات بلورية بديعة الصنع والاتقان والجمال. فيما يظهر الكثير من تلك التدليات التي تقع على جانب جدران المغارة وقد التصقت اجزاؤها ببعضها البعض لتعكس صورة بديعة ولوحة رائعة التشكيل تتخذ هيئة النباتات المتسلقة او حدائق من الزهور والشعب المرجانية.
ورغم وجود كثيرين يسكنون الكهوف إلا أنه لا بد من الاشارة لمن لا يعرف سقطرى وطبيعة حياة سكانها أن الكهوف لا تمثل مكان السكن للإنسان السقطري كما يقال، حيث أن كثير من الكهوف منها ما يمثل موئل للطيور الجارحة، ومنها ما يعد مأوى للاغنام والمواشي والابقار التي من اللافت انتشارها وتحركها بحرية مطلقة في الجزيرة بمنأى عن تهديدات الحيوانات المفترسة، التي تخلوا منها الجزيرة نهائيا وتمثل هذه الميزة احدة من أبرز سمات سقطرى.
وحسب السكان المحليين فأن هنالك بعض من الناس الذين يبحثون عن العشب لانعامهم وخصوصا البقر والغنم في اوقات القحط مما يضطرهم لايواء اغنامهم وابقارهم فيها خاصة في فترات نزول الامطار الغزيرة و يسكنون في هذه الكهوف لفترات مؤقتة لا غير على حسب فترة القحط ثم بعد ذلك يعودون إلى قراهم .
في سقطرى أكثر من مغارة وكهف، لكن لو سـألت عن أشهرها ، أطولها، أجملها، لا غرابة أن يبدو لك معظمها يندرج ضمن هذا التوصيف حسب العامة من السكان، وفي ظل غياب الدراسات والابحاث العلمية المختصة بدراسة الكهوف والمغارات في سقطرى حتى الان.
لكن أشهرها -حسب رواية الغالبية من السكان- مغارة (حالة).. وهي تحتوي سر من أسرار الطبيعة وآية من آيات الله على الأرض، ومن واقع زيارتها وبشهادة الكثير من زوارها وتعليقاتهم عليها عرب واجانب فأنها من المغارات التي ما تزال تثير الكثيرمن الجدل لدى المهتمين بعد الكشف عنها والاعلان عن وجودها قبل فترة ليست ببعيدة.
ومغارة (حالة) - حسب وصف الكثيرون من زوارها- تختلف كثيرا عن باقي المغارات، حيث يدرك من تردد كثيرا مثلنا في زيارتها بمدى مرارة الشعور بالندم فيما لو كان استجاب لتردده ولم يزرها، وهي لمن زار مغارة (جعيتا) في بيروت صورة أكثر جمالاً وحجماً وموقعاً، ينقصها الاهتمام وتأهيلها وفتحا أمام الزوار .

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى