master الثلاثاء مارس 31, 2009 11:16 pm
ياهي أهم مقومات الفن التشكيلي؟ الثلاثاء - 31 - مارس - 2009 - فاروق الجفري |
|
الابتكار من أهم المقومات التي يهدف إليه الفن التشكيلي ويسعى لتأصيله، وهو على النقيض من التقليد والمجاراة والنقل الآلي ويتنافى والاتباع السلبي الساذج الذي هو دليل العجز والنقص والقصور.
والفنان لا يكون له وزنه وقيمته مالم يتمرس بهذا العنصر الحي الذي يتسم بالجمالية المؤثرة مع إمكانية التطبيق العملي السليم.
والحقيقة أن الابتكار ما دخل في شيء إلا زانه وما خلا منه شيء إلا عابه، ذلك أنه دليل القوة وسعة الأفق والتفكير المتحرر وعمق القريحة وسلام الحس.
إن الابتكار إثراء وتنمية وإضافة إلى ما سبق تحقيقه من إنجاز في سبيل التحسن والتقدم والارتقاء، وليس بفنان يعترف به إذا اتسم عمله بالتقليد وحرفية الأداء، فأين إذن فضله وقدره فيما قدم وإذا لم يكن الفنان في مقدمة الصفوف التي تعبد لطريق وتكشف عن المجهول ويتقدم بما لم يسبقه غيره فيكون كمن يحمل راية القيادة، ولواء الفكر والذوق الرفيع فيأتي بالجديد المتميز ومن ثم يصبح الفنان جديراً بهذه المنزلة ومثلاً يحتذى في الأصالة والتجديد والتخطيط السليم الخلاق والإشعاع الموجه للأجيال في الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة للأخذ بيدها وحمل مسئوليتها والوفاء بمقتضاياتها المتكاملة في ميادينها وآفاقها الواسعة التي تتردد أصداؤها ووجدان المواطنين في أثواب قشيبة ولغة فنية أخاذة معبرة.
كما علينا أن ننوه هنا بأن التجريب في الفن التشكيلي يلعب دوراً هاماً من أجل إثراء هذا الفن وتنميته، لهذا على الفنان التشكيلي عند ممارسة عمله أن يتناول التجريب في أصوله الخاصة واستخداماتها المستحدثة وأساليب التنفيذ المؤدية إلى النتائج المرجوة وتحديد البدائل المختلفة والإضافات التي ترقى بطبيعة الإنشاء والإبداع، وهذا التجريب يزيد من أثر الفنان في إزالة الحواجز ومؤثرات المسافات والزمن وسيمنحه ذلك -إن فعل- القدرة على الإنتاج المتجدد واتساع إمكاناته وارتياد آفاقه ومن ثم يترتب على ذلك حدوث النمو والتقدم لدى الفنان لكي يبتكر في جميع أعماله الفنية. |
|
