المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياة النقد وصناعة الأسئلة !!الأربعاء - 7 - يناير - 2009 -

اذهب الى الأسفل

حياة النقد وصناعة الأسئلة !!الأربعاء - 7 - يناير - 2009 - Empty حياة النقد وصناعة الأسئلة !!الأربعاء - 7 - يناير - 2009 -

مُساهمة  master الأربعاء يناير 07, 2009 9:15 pm

حياة النقد وصناعة الأسئلة !!
الأربعاء - 7 - يناير - 2009 -

البعض يتحدث باسهاب وبنوع من التنظير الانتقائي حول مشكلة النقد في المشهد الثقافي !! والبعض الآخر يبشر بموت الناقد على غرار موت المؤلف وموت التاريخ وغيرها من (الميتات) الافتراضية !! وربما ثمة من يتداول ويؤسس قلقه على أساس تهمة جاهزة وهي أن إنجاز الناقد الجديد واجتهاده لم يكن بمستوى (نقد ايام زمان) .. وكأن الناقد لا شأن له سوى الجلوس عند فم المطابع ليقول بنقد القيمة وأحكامه الفاصلة !! وليبشر بهذه الظاهرة أو تلك على طريقة زوج امرئ القيس !
إن مشكلة النقد في الثقافة العربية مشكلة حقيقية وهي جزء من المشكلة (الحضارية) ومشكلة تحولاتها في الثقافة والنص والتحول والوعي ،مثلما هي أيضا قراءة في ازمة الإنسان العربي الذي يعيش أخطر حلقات صراعه مع الذات المأزومة بمرجعياتها وأنماطها المكرسة في السلطة والسياسة والانتماء ، وصراعه مع الآخر الاشكالوي المكرس أيضا في انماط الثقافات الاستعلائية وتداعيات الصراعات الكونية على مستوى إعادة إنتاج السلطة والخطاب (الثقافي والسياسي) والسوق والحرية والوعي والهيمنة ,, فضلا عن ذلك أن هذه الأحاديث تواجه الكثير من الخلط المفاهيمي في الأحكام والسياقات ، وبالتالي فإنها غالبا ما تقع في العشوائية والمجانية ..
ومن هنا فإن التعاطي مع النقد أصبح جزءا من التعاطي مع مجموعة من التحولات المعقدة في الفكر وفي الاسئلة الانطولوجية ، وليس شأنا مهنيا خالصا أو قرينا بصناعة مجالات تفسيرية لقارىء محتمل !! لأن النقد أصبح جوهرا في الحراك التاريخي وان نقد الأدب هو جزء من منظومة هذا الحراك وتمظهراته في النقد المعرفي الذي بدأ يؤسس الكثير من اشكالاته على أساس أن الثقافة الإبداعية والفكرية اصبحت فاعلة في صياغة الموقف مثلما هي فاعلة في صناعة مفاهيم القراءة ..
ولعل أية قراءة جادة للاشكالات السياسة المعاصرة وطبائع الاستبداد (السسيو ثقافي) والهيمنة التي تفرضها القوى المحركة والمالكة لرأس المال السياسي والاقتصادي ، تكشف لنا حجم الاشكالية المعقدة في مفهومات النقد واسئلة الثقافة ، إذ أن توظيف النظام المعارفي المعاصر بكل مكوناته في صناعة المنظومة الثقافية ، قد أصبح جزءا من آليات النظام السياسي الذي تحاول أن تفرضه القوى العالمية المهيمنة وبما فيها أمريكا !! إذ أن المحافظين الجدد في السلطة والنظام الأمريكي المعاصر يعمدون إلى توظيف كل المرجعيات الفلسفية الغربية بدءا من جدليات هيغل المثالية وصولا إلى تفكيكيات دريدا في صنع (سياقات) حاكمة للوعي واللغة ، خاصة صانعي هذه السياسة الذين قرأوا هذا التاريخ جيدا ، وهذا طبعا يحدث وسط تشكلات جديدة لمفهوم النقد الذي انطلق في مرحلته العولمية إلى مرحلته الكوزموبوليته على أساس أن الفكر الغربي هو النسخة الأكثر صلاحية لنشوء حضارة كونية تحاول أن تجد أن صراعها يقوم الإيمان المركزي بفعل الهيمنة ونقد الآخر (الإسلامي والشرقي) وليس نقد هذه الحضارة الكونية.
للاسف أن الثقافة العربية مازالت وفي الكثير من جوانبها تنظر للنقد على أساس وظائفي محدود وربما في إطار مهني لا يتجاوز حدود الناقد الانطباعي القديم ، وان استتخدم النقاد مجالات النظرية النقدية فإن ذلك يصب في تماهيات تعويضية مع الآخر الصانع للمركز والهيمنة ، ولهذا أجد أن الحديث عن موت الناقد هو حديث تجاوزه الزمن ، لأننا أمام لحظة تاريخية فارقة تؤكد (حياة الناقد) وحضوره باعتباره صانع الاسئلة ومشعل الحرائق..
ومن هنا فإن إعادة فحص وقراءة المنجز الأدبي والمعرفي العربي يحتاج أولا إلى وضع سياقات لهذه القراءة في التاريخ وفي الزمن الثقافي الذي أنتجها ،مقابل ايجاد تقابلات حية تفترضها الاسئلة الوجودية التي تطرحها الثقافة الإنسانية، تبدأ من سياقات النقد ذاته ، نقد الذات واشكالاتها وتابوهاتها ونقد الآخر المهيمن القهري ، نقد (النص) المركزي الطارد لنصوص الهامش !!!!! واظن أن الوعي بهذه (النقدية) هي مدخل موضوعي للكشف والمواجهة ،، لأننا لم نعد نعيش في واقعيات نجيب محفوظ وغائب طعمة فرمان !! أو سحريات بن جلول ، أو ازمات السياسي الثوري المحمول على كل تداعيات الرومانسية الثورية عند البطل المثقف/ البرجوازي / الجنسوي /الوجودي/ الحزبي المحبط كما في كتابات حيدر حيدر وعبدالرحمن مجيد الربيعي وغيرهما من حكواتية الجيل الستيني .. بل اننا متورطون حدّ النخاع !! في عالم يصنع لنا أزماتنا وحروبنا وصراعاتنا وانماط اسواقنا الاستهلالكية وحتى (مصروف جيوبنا)!!!! ، وان ثقافتنا النقدية تقوم على شتمه فقط وتشويهه أو النكوص إزاءه إلى حلول متطرفة تخلط بين العنف والعزلة دونما إيجاد نقد حقيقي لمشروعه الحضاري والسياسي في المجالات كافة بما فيها المجال الإبداعي المهني ،الذي يحتاج إلى وقفات جادة والى ورشات عمل وليس إلى مؤتمرات خطابية كما يفعل أدباؤنا العرب ،من اجل تأسيس ممهدات ولو بسيطة لمشروع ثقافي يشرعن فاعلىة الحوار مع الآخر ومواجهة خطورة مشروعه القائم على أساس فرض قيم سياسية ومكانية ولغوية تبدأ من مشروع الشرق الاوسط الجديد بكل نزعاته التفكيكية وصولا إلى صناعة الحروب الأثنية والعرقية والطائفية التي هي جزء من محاولة (إعادتنا) إلى لحظات غابرة !! بكل ماتعنيه هذه اللحظة من عتمة وغياب وتخلف مقابل خلق قوى خارقية نضطر للجوء إليها لكي ننقد جلودنا من الحرائق المحتملة ..
لذا اعتقد أن الحديث عن النقد الوارد في طروحات زملائنا بهذه البساطة أمر لم يعد مستساغا ، واظن نحن بحاجة إلى نقد كلياني يدخل في مجال التنمية الفكرية والبشرية والثقافية وله منطلقاته وبرامجه ، إذ سيكون النقد عنصرا في إعادة تأمل وفحص كل مشاريعنا واشكالاتنا والأسباب العميقة لهزائمنا المعقدة ، مقابل هذا نحن بحاجة أيضا إلى تقاليد مهنية في صحافتنا ودورياتنا الثقافية التي ينبغي أن تقوم على أساس المتابعة الجادة والمنصفة للتعريف بالأدب الجديد وصعود أجيال جديدة من المثقفين لهم شواغلهم واسئلتهم ،بعيدا عن المجالات التي تسعى إلى تكريس هذه الظاهرة أو تلك ، وللاسف هذا هو الشائع خاصة في صحافتنا الكبيرة مثل الحياة والشرق الاوسط والصحف المصرية والصحف الخليجية وتحت أوهام الحفاظ على التقاليد المهنية ، وكأن هذه التقاليد تمنع الجميع من القيام بمسؤولياتهم في المتابعة الجادة والتبشير بالمواهب الجديدة والسعي إلى قراءة ما ينجزه المبدعون دون اغواءات السياسي والسلطوي ، فضلا عن الدعوة للاتحادات والروابط الأدبية العربية للقيام بمسؤولياتها في ذلك وتفعيل مؤتمراتها ومهرجاتنا بشكل ينمي المسؤولية الثقافية والنقدية وان لا تظل هذه الفعاليات مسيسة !! وبعيدة عن جوهر المشكلة التي يصنع الآخر فصولها بمهارة حاذقة
.

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى