المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الميثاق الوطني (الباب الثالث -4 )

اذهب الى الأسفل

الميثاق الوطني (الباب الثالث -4 ) Empty الميثاق الوطني (الباب الثالث -4 )

مُساهمة  master الأربعاء يوليو 08, 2009 8:59 pm

ج) التربية والثقافة:

الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات تعبير عن عقيدته وأفكاره وتجاربه ومواقفه واتجاهه.
والتربية هي الأساس في تحديد نوع الثقافة ومسارها وأبعادها بما لها من قدرة توجيهية للفكر والضمير والسلوك وبهذا فإن التربية قوة تكوين لمقومات المجتمع.
والثقافة قوة بلورة وترسيخ لتلك المقومات في حياة الناس ومن ترابط القوتين تبرز هوية الشخصية الفردية والاجتماعية.
والعقيدة هي محور الارتكاز في العملية التربوية والإطار الشامل لثقافة المجتمع وقد كان لعقيدتنا الإسلامية فعلها في احتفاظنا بشخصيتنا وهويتنا عبر مراحل التاريخ ومتغيراته.
وإذا كان العهد الماضي قد حاول إيقاف العطاء الثقافي في هذا الشعب وسعى إلى تجهيله وتعطيل فكره فإن أصالة الشعب النابعة من قوة ماضيه قد قاومت من أول حركة وطنية معاصرة هذه السياسة وجعلت في طليعة أهدافها القضاء على الجهل والتخلف والاهتمام بالتعليم والثقافة.
إننا ونحن نبني الحاضر من واقع البيئة الاجتماعية والطبيعية وسائر المؤثرات المختلفة، ونتطلع إلى مستقبل أفضل متفاعلين ومتجاوبين مع التقدم العلمي والحضاري مندفعين مع حياة العصر فكراً وسلوكاً لا بد أن نبقى مرتبطين بقيمنا الروحية والحضارية تلك الاستمرارية التي تزودنا بالقدرة على التوازن والقدرة على التفكير المستنير المتجدد مع تطور الحياة واستيعاب الحضارة الإنسانية المعاصرة محتفظين بشخصيتنا اليمنية في إطار العقيدة الشاملة حتى لا نقع في التيه والضياع.
لقد فجر الإسلام في مجتمعنا الطاقات الفكرية المغذية للفكر الإنساني ونمت في رحابه مدارك فكرية إسلامية تحترم العقل والاختيار وترفض الظلم والطغيان والقهر وتقاوم ظواهر التسلط والاستغلال وتجعل التفكير في الأشياء والأحياء في الكون بكل جزئياته ومعرفة أسراره وطاقاته وتسخيرها بالعلم لخير الإنسان واجباً من الواجبات التي ترقى إلى مستوى العبادة.
ويعتبر هذا البعد الاجتماعي والسياسي والعلمي من أهم المقومات الأساسية للمجتمع اليمني بخلفيته الإنسانية والحضارية وقد دل على تلك الخلفية آثارها التاريخية وأعرافهنا وتقاليدنا البناءة وما عكسته من معان تمثلت في قيمة العمل والجهد الإنساني والتنظيمي الاجتماعي ممتدة عبر التاريخ ثقافة وحضارة.
وقد أسهم في بعث هذا التراث رجال عظماء من أعلام اليمن حيث ألفوا الكتب العديدة في علوم التفسير والحديث والسيرة النبوية وفي علم الكلام وعلم الفقه وأصوله وعلم الفرائض والتصوف والأدب واللغة والتاريخ وفي المعارف العامة مثل علم السياسة ونظام الدواوين وعلم المساحة والطب والرياضيات والفلك والزراعة.
وفي تاريخنا المعاصر أدت مدرسة ثورة 1948م الفكرية دوراً فعالاً في تحديد مفاهيم الفكر الإسلامي وفي مقاومة الاستبداد ورفض التخلف وفي معاداة الاستعمار ومطامعه.. وقد امتدت آثارها لتكون شرارة التفاعل في ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر.
إن اهتمامنا بمسألة الثقافة إنما يعني اهتمامنا بكياننا المستقل وطابع شخصيتنا المميزة وينبغي أن ترسخ هذه المفاهيم عن طريق استخدام وسائل التثقيف العام والمراحل التي تسبقها.
ومن المهام الأساسية في هذا المجال محاربة روح الانهزام والاستسلام للتيارات المعادية لقيمنا ومثلنا ومبادئنا والعمل بكل الوسائل الممكنة وعن طريق بناء المؤسسات الثقافية التي تعمل على تنمية الروح الدينية والوطنية والديمقراطية وتعزيز الاستقلال والسيادة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعميق روح المحبة للقضاء على عوامل الاختلاف والفرقة التي من شأنها تمزيق كياننا الاجتماعي والعمل على إحياء تراثنا وحضارتنا التي تمثل الخصائص الإنسانية العليا بما تعطي الإنسان من فكر وأخلاق وسلوك.
وعليه فإنه يجب تشجيع الفنون والآداب، والعلوم بمختلف فروعها والاهتمام بالآثار وتطوير المتاحف الملائمة لها وتشجيع وتطوير دور الكتب والاهتمام بمجال محو الأمية وتثقيف المجتمع بكل الوسائل الكفيلة بنشر الثقافة والفنون والعلوم.
وإذا كانت الثقافة خلاصة عملية تربوية شاملة لبناء الإنسان روحياً وفكرياً وجسدياً تمنحه القدرة على الإبتكار والإبداع في جميع مجالات الحياة فإن هذه العملية ينبغي أن تبدأ بالأمومة والطفولة وتستمر طبق مناهج عملية مدروسة متدرجة من دور الحضانة ورياض الأطفال ومراحل التعليم المختلفة وتنتقل إلى مجالات الحياة العامة مستمرة في بناء الإنسان اليمني عن طريق المساجد ودور الكتب والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة لما لها من آثر سريع وفعال وعن طريق المؤسسات السياسية والاجتماعية والمهنية والعلمية والجمعيات النسائية والنقابات والاتحادات والأندية الشبابية والتعاونيات وكل وسائل التثقيف الأخرى جنباً إلى جنب مع الاهتمام بمناهج التعليم القائمة على أفضل أساليب التربية.
إن الاهتمام بوسائل التربية والثقافة والإعلام وتوجيهها هو اهتمام بحياة الفرد والجماعة في مجتمعنا والبلوغ بشعبنا إلى مستوى الحصانة والمتانة والتفاعل مع تطور الحياة وصولاً إلى تحقيق مجتمع الرفاهية والسعادة.

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى