المؤتمر الشعبي العام - فرع السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التغيير.. سنة الحياة وضروري للمستقبلالأربعاء - 1 - يوليو - 2009 - أحمد عبدربه علوي

اذهب الى الأسفل

التغيير.. سنة الحياة وضروري للمستقبلالأربعاء - 1 - يوليو - 2009 - أحمد عبدربه علوي Empty التغيير.. سنة الحياة وضروري للمستقبلالأربعاء - 1 - يوليو - 2009 - أحمد عبدربه علوي

مُساهمة  master الأربعاء يوليو 01, 2009 6:14 am







ما نقرأه وما نسمعه عن ما يحدث في دول العالم باستمرار بأنه من الطبيعي إجراء تغيير دوري في المواقع العليا للدولة بين حين وآخر لمواصلة مسيرة الإصلاح والتحديث وهو ما أكد عليه الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مطالبته (بتدوير الوظيفة العامة للدولة) بعد أن يقضي المسؤول فيها مدة 4 سنوات فقط انطلاقا من أن التغيير سنة الحياة.
للتأكيد على ذلك هو أن خلايا الجسم التي لا تتجدد تدب الشيخوخة في صاحبها وتسرع خطاه إلى الموت ، مع توضيحنا من أن الفكر الذي لا يتجدد يعني الجمود والتخلف والعجز عن مواكبة حركة العالم وحركة التاريخ كل شيء يتغير .. وكل ما في الكون لا بد أن يرد عليه التجديد ، فليس غريبا إذاً أن يحدث تغيير في الوزراء والمحافظين وكل القيادات المدنية والعسكرية وفي النظم والسياسات والأفكار وليس ذلك شيئا جديدا ، فقد حدث عدة مرات قبل ذلك وسيحدث عشرات المرات بعد ذلك .. شئنا أو لم نشأ ، ولا يخالجنا الشك من أن أنظمة الحكم ومن بينها نظام الحكم في اليمن تستجيب دائما لتطلعات الرأي العام نحو التغيير بعد أن يتكون رأي عام لسبب أو لآخر يطرح ضرورات التغيير التي هي أصلا موجبة من موجبات الحياة السياسية خاصة إذا أخذت أبعادا اقتصادية واجتماعية تلقي بآثارها على آليات العمل في الدولة وحتى نحقق ما تسعى إليه في مثل هذه القضايا نرى أن يتم التركيز على عدة جوانب وهي:
أولا: مواصلة مسيرة التحديث والتطوير والتنمية الشاملة.
ثانيا: التعاون الكامل والتنسيق بين جميع مؤسسات الدولة.
ثالثا: العمل بروح الفريق الواحد ضمن رؤية مشتركة نحن لا نريد التغيير لمجرد التغيير نحن نريد رجالا محترمين نظيفي الأيدي لا يسرقون ولا يختلسون وقدوة. والمشكلة ليست في ندرة هؤلاء الرجال فاليمن مليئة بالرجال العظام ، تصوروا حتى الأمريكان يبحثون عن التغيير .. تغيير الوجوه التي أصبحت (محنطة) بعد كل فترة يعملون على تغيير وجوه جديدة وما فوز الممثل مفتول العضلات (ارنولز شوازنجر) في انتخابات ولاية كاليفورنيا وغيره إلا تعبير عن رغبة الشعب الأمريكي في التغيير ونحن في اليمن ننتظر التغيير .. ولكن يبدو لنا أن كلام الليل يمحوه كلام النهار.. مطلوب رجال من الطراز الذي يحترم نفسه أولا ويرى أنه أكبر من الكرسي وترفض أخلاقياته أن يعرض نفسه في سوق العارضين والمنافقين ومحترفي إعلانات التهاني والعزاء المدفوعة من المال العام.
إن البعض من الرجال المحترمين ترك بعضهم الوطن لما آل إليه حال الأخلاق فبرزوا في المهجر كشخصيات قيادية مؤثرة وتحتم علينا ظروفنا الصعبة أن نتعب كثيرا بحثا عن الرجل الكفؤ والأفضل وأن نسعى إلى هؤلاء الرجال المحترمين لأنهم لن يسعوا إلينا فكل منهم سلك سلوك الرجال الطيبين المحترمين الذين لا داعي لذكر اسمائهم لأنه (كلما خفي كان أعظم) وهم مخفيو أنفسهم لأنهم من ذلك العالم الذي يحسب فيه كل إنسان أنه عظيم وهذا هو السبب في كثرة الأقزام الذين لا يتحركون إلا بالتوجيهات واختاروا طريق السلامة التي لا يقول فيها أحدا (لا) أبدا.
إن الحديث عن التغيير سواء بين المسؤولين أو الصحفيين أو غيرهم حديث ذو حدين إيجابي وسلبي.. فالتغيير أمر مطلوب والتجديد يبعث دائما الحيوية في شرايين الحياة ، أما الجانب السلبي فهو ما يحيط عمليات التغيير من غموض يؤدي إلى الشائعات التي تكبر ككرة الثلج وتنتشر كالأثير وقد شاهدنا ذلك عن قرب قبل التشكيل الوزاري الأخير حيث تناثرت الشائعات وتعددت التكهنات وطرحت الأسماء بلا حدود وكان من نتيجة ذلك أن أصابت إدارات وهيئات الدولة حالة من الارتباك وتوقف الكثير من الموظفين والقيادات عن العمل انتظارا للقادم الجديد وبدأت عملية اختلاط الأوراق على ضوء التكهنات والأمنيات التغيير هو سنة الحياة والتغيير هو رغبة الشعوب والتغيير يعني اكتشاف عناصر جديدة ومواهب متميزة وإتاحة الفرصة لإثبات كفاءتها في مراكز القيادة والتغيير يعني إضافة كفاءات قادرة على البذل والعطاء وضخ دماء شابة في شرايين العمل الوطني ومواقع المسؤولية.
إن التغيير يعتبر ضروريا لاعادة اللحمة والتعاون الكامل بين الجهات المركزية والجهات التنفيذية وهو أمر لم يكن كاملا بمعنى الكلمة وفقالما تشير إليه الأجواء حسب ما تقتضيه مصلحة الدولة وحسن سير عملها وكنا نتمنى دائما نتطلع ويتطلع معنا الرأي العام إلى التركيز على ما يجب عمله لمصلحة الوطن والمواطن بغض النظر عن الأشخاص كما أن الرأي العام يتوقع فريق عمل واحد ورؤية واحدة في إطار عمل مؤسسي يقف إلى جانب القيادة السياسية وبالذات رئيس الدولة في سعيه الحثيث نحو تطوير عمل مؤسسات الدولة بما يكفل تقديمها الخدمة الصحيحة والكاملة للمواطن اليمني الذي لا تغيب أوضاعه عن قيادته السياسية ولذلك فإن التغيير وأي تغيير ضروري لأن التغيير سنة الحياة وهو ضروري للمستقبل .. إننا مطالبون حكاماً ومحكومين بالتغيير السياسي والوظيفي انطلاقا من الروح الديمقراطية الحالية التي تحترم حرية الرأي وحق الاختلاف.
لذا يتوجب علينا اليوم مناقشة التغيير وضروراته وشروطه تطلعا لحوار وطني حاد واسع حول هذا الموضوع الحيوي ذلك أننا نؤمن بأن بلادنا (اليمن) بل والبلاد العربية كلها تمر الآن بمأزق ثقيل الوطأة على كل عقل وطريق الخروج منه لن يتحقق إلا بأن نتحاور جميعا وأن يدلي كل منا برأيه ويقدم اجتهاده بلا خوف أو سلبية ، بل في جرأة وعزم وتعميم فالوطن ملك لنا جميعا ومصيره مرتبط بمصيرنا جميعا وليس بمصير فرد واحد أو مجموعة من الأفراد تنعزل عن دائرة مغلقة تحتكر وحدها الحكمة .. ونحسب بادئ ذي بدء أن التغيير الحقيقي والشامل قد أصبح ضرورة حتمية وأن توقيته في هذه الظروف العاصفة المحملة بمخاطر العنف والتطرف والإرهاب والفساد والمحسوبية في الوظائف توقيت مهم ، لا لإلهاء الناس (بكلمة) جذابة وشدهم بعيدا عن همومهم ومشاكلهم المتراكمة ، ولكن أساسا لنقل البلاد إلى مرحلة جديدة بفلسفة جديدة وأفكار شجاعة وسياسات خلاقة ومبدعة بعد أن مللنا الرتابة والترهل والتكرار والعجز الواهن ومللنا تكرار رؤية هذه الوجوه ، وإذا كنا الآن نطالب بضرورات التغيير وتوقيته فإننا نميل إلى القول بأن التغيير الذي نريده ونتمناه ليس مجرد تغيير في الحكومة وأشخاص الوزراء وكبار المسؤولين فقط ولكنه تغيير شامل في فلسفة الحكم وسياساته واختياراته .. تغيير يتخطى تهذيب الفروع ليصل إلى جذور الأصول .. صحيح أن كثيرين من الأشخاص المسؤولين قد طال بهم المقام في كرسي السلطة فلبسوا قناع الآلهية وترهلوا إلى درجة التجمد و(التجبس) وتكبروا إلى درجة الانتفاخ وغرفوا من ثم في بحور خداع النفس والنفاق والانزال عن الواقع والبعد عن نبض الشارع انتهاء إلى احتقار آراء الآخرين ، وهؤلاء يجب أن يكونوا أول من ينالهم التغيير ولكن الصحيح أيضا وأساسا ، أن التغيير الذي ننشده طريقا للتطور والإصلاح يجب أن يبدأ بتغيير المفاهيم والسياسات والاختيارات التي هرمت وشاخت ففشلت حتى السقوط لتأتي مفاهيم واختيارات أخرى أكثر إبداعا وخيالا وجرأة تتناسب أولا مع حجم المأزق الذي نمر به وتتناسب ثانيا حجم تطلعاتنا إلى حياة أفضل وديمقراطية أرحب وتتناسب ثالثا مع حجم المتغيرات الدولية الهائلة ، خاصة في مجال التطور الديمقراطي وحقوق الإنسان والتقدم الاقتصادي الاجتماعي الغلاب.

master
Admin
Admin

عدد المساهمات : 902
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
العمر : 44

https://alkheel.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى